يصل صانع الألعاب الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش هذا الصيف إلى نهاية رحلته التاريخية مع ريال مدريد الإسباني، باعلانه الخميس أنه سيغادر النادي الملكي بعد مونديال الأندية المقرر في حزيران/يونيو وتموز/يوليوز المقبلين.
وقال ابن الـ39 عاما في منشور على انستغرام مع اقتراب نهاية عقده الحالي مع عملاق مدريد إن “كل شيء في الحياة له بداية ونهاية… سأخوض السبت مباراتي الأخيرة على (ملعب) سانتياغو برنابيو” حين يلتقي ريال مع ضيفه ريال سوسييداد في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة من البطولة الإسباني.
ودافع مودريتش عن ألوان ريال مدريد منذ 2012 حين قدم إليه من طوطنهام الإنكليزي، في طريقه كي يصبح أحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي بعدما أحرز معه جميع الألقاب الممكنة، أبرزها الدوري المحلي أربع مرات ومسابقة عصبة أبطال أوروبا ست مرات في انجاز قياسي يتقاسمه مع زميله الحالي داني كارفاخال وزميليه السابقين الألماني طوني كروس وناتشو وأسطورة النادي الملكي في الخمسينات والستينات باكو خينتو.
وتابع مودريتش في منشوره الوداعي “أغادر بقلب ممتلئ، مفعم بالفخر والامتنان وذكريات لا تنسى. ورغم أني لن أرتدي هذا القميص على أرض الملعب بعد كأس العالم للأندية، إلا أني سأظل دائما مشجعا لريال مدريد”.
وخاض الكرواتي قرابة 600 مباراة بألوان النادي الملكي منذ انضمامه إليه من طوطنهام، وتوج معه بـ28 لقبا بالمجمل.
واجه مودريتش صعوبات في بداية مسيرته مع ريال بعد انتقاله مقابل قرابة 35 مليون أورو (40 مليون دولار)، لكنه سرعان ما تأقلم مع فريقه الجديد وأصبح واحدا من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، في طريقه لنيل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب عام 2018 تقديرا لأدائه مع فريقه ومنتخب بلاده الذي وصل إلى نهائي مونديال روسيا 2018.
وقال مودريتش الذي بات قائدا للفريق هذا الموسم، إن “طوال هذه السنوات، عشت لحظات لا تنسى، عودات (من بعيد في النتيجة) بدت مستحيلة، نهائيات، احتفالات وأمسيات ساحرة في برنابيو. لقد فزنا بكل شيء وكنت سعيدا جدا. كنت سعيد جدا جدا”.
وقع مودريتش الصيف الماضي عقدا جديدا لعام واحد يصل إلى نهايته في 30 حزيران/يونيو المقبل، لكنه قد يبقى لبضعة أيام أخرى إذا تأهل ريال من دور المجموعات لكأس العالم للأندية حيث يتواجه بقيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو الذي يحل بدلا من الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعد مباراة السبت ضد سوسييداد، مع الهلال السعودي وباتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورغ النمسوي، ما يجعله مرشحا بقوة كي يبلغ الأدوار الإقصائية من المسابقة بحلتها الجديدة.
وتنطلق المسابقة التي يشارك فيها 32 فريقا وتستضيفها الولايات المتحدة، في 18 حزيران/يونيو وتختتم في 13 تموز/يوليوز وتشكل فرصة هامة لريال من أجل حفظ ماء الوجه بعد إنهائه هذا الموسم من دون ألقاب كبيرة، إذ تنازل عن لقبي البطولة المحلي وعصبة أبطال أوروبا وخسر نهائي كأس إسبانيا والكأس السوبر الإسبانية (أحرز فقط الكأس السوبر الأوروبية وكأس إنتركونتيننتل).
وقال النادي الملكي في بيان الخميس “اتفق ريال مدريد وقائدنا لوكا مودريتش على إنهاء حقبة لا ت نسى… بعد كأس العالم للأندية التي سيشارك فيها فريقنا ابتداء من 18 حزيران/يونيو في الولايات المتحدة”.
وأضاف “يود ريال مدريد التعبير عن امتنانه ومودته لشخص يعد من أكبر أساطير نادينا وكرة القدم العالمية… مودريتش هو من بين خمسة لاعبين فقط في تاريخ كرة القدم فازوا بستة القاب في عصبة أبطال أوروبا، وهو اللاعب الأكثر تتويجا بالألقاب خلال 123 عاما من عمر ريال مدريد”.
سجل مودريتش 43 هدفا لريال وخاض معه 590 مباراة ما جعله تاسع أكثر لاعب مشاركة في تاريخ النادي (يتصدر اللائحة العميد السابق راوول غونساليس بـ 741 مباراة).
وأشاد رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس باللاعب الكرواتي، قائلا “سيبقى مودريتش دائما في قلوب جميع مشجعي ريال مدريد كلاعب كرة قدم فريد ومثال يحتذى به مث ل على الدوام قيم ريال مدريد”، مضيفا “أحب مشجعو ريال مدريد وجميع مشجعي العالم أسلوبه الكروي. سيبقى إرثه خالدا إلى الأبد”.
التعليقات 0