من الممكن أن نصنف هذا الموسم هو الأفضل للدولي المغربي أشرف حكيمي على الإطلاق مع فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي، فرغم تألقه مع إنتر ميلان الإيطالي و المنتخب المغربي في كأس العالم قطر و محطات أخرى، لكن المستوى الذي وصل إليه هذا العام تحديدا يجعلنا مندهشين جدا من الامكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها، و التوظيف الجيد الذي أظهره المدرب الإسباني لويس إنريكي بحسن استعماله في المكان المناسب وفق خصوصية كل مباراة.
فحكيمي مدافع حين يحتاجه المدرب لذلك ويشكل زيادة عددية في الهجوم حينما يتطلب الأمر ذلك، وفي المرتدات أيضا، هذه الأمور تختلف تماماً عما يقوم به مع المنتخب الوطني المغربي ولو أن أغلب المباريات كان مؤثرا فيها، لكن درجة التأثير تختلف من توظيف إنريكي لوليد الركراكي، مع اختلاف الفرق و الأجواء عن المنتخب و الأجواء وكذلك طبيعة اللاعبين و التحديات.
المدرب الإسباني لويس إنريكي يعرف حكيمي كثيراً، مع ريال مدريد الإسباني و الأندية التي لعب لها، ثم المواجهة المباشرة في كأس العالم بقطر، لذلك فإن هذا التوظيف هو نتاج لمعرفة سابقة وتم تطويره حسب أفكار مدرب يؤمن بأن أفضل وسيلة للفوز هي الهجوم، وهذا ما يميز أشرف، الذي عانى مع مدربين آخرين في باريس سان جيرمان الفرنسي أيام تواجد الثلاثي نيمار و ميسي ثم دي ماريا، حينها كان قريباً من مغادرة النادي الفرنسي.
منذ قدوم المدرب الإسباني لويس إنريكي إلى نادي باريس سان جيرمان، لاحظ الجميع التحول الكبير في مستوى الظهير المغربي أشرف حكيمي، فقد أصبح أحد أبرز لاعبي الفريق أداءً وثباتًا، وساهم بشكل كبير في النجاحات التي يحققها النادي هذا الموسم. فما سر هذا التألق اللافت؟ وكيف ساهم إنريكي في إبراز أفضل ما لدى حكيمي؟
1. الأسلوب الهجومي الذي يناسب قدرات حكيمي:”يعتمد لويس إنريكي على أسلوب لعب هجومي ديناميكي، يركز على السيطرة على الكرة، والضغط العالي، والتحرك السريع بين الخطوط، هذا الأسلوب يتماشى تمامًا مع الصفات التي يتمتع بها أشرف حكيمي، خصوصًا سرعته العالية، قدرته على الاختراق من الأطراف، وتقديم العرضيات الدقيقة.
من خلال هذا النظام، وجد حكيمي مساحة أكبر للتحرك في الجهة اليمنى، والدخول إلى العمق عند الحاجة، مما سمح له بالتأثير بشكل مباشر في الشق الهجومي، سواء بصناعة الأهداف أو تسجيلها.
2. الثقة الكاملة والدور الحر: يتمتع الدولي المغربي بثقة عالية جدا من المدرب الإسباني و يعتبر اللاعب الأول في النادي، و أكثر ما يميز علاقة إنريكي بحكيمي، هو الثقة الكبيرة التي يضعها المدرب في لاعبه، لقد منحه حرية أكبر في التحرك داخل الملعب، ودورًا واضحًا في المنظومة الهجومية، هذا الشعور بالثقة والتحرر من القيود التكتيكية جعلا حكيمي يقدم أداءً أكثر إبداعًا وجرأة.
3. توازن دفاعي يمنحه الأمان: يحرص لويس إنريكي على خلق توازن في الفريق بين الدفاع والهجوم، وذلك بوجود لاعبين في الوسط قادرين على التغطية عند تقدم الأظهرة، لا يُطلب من حكيمي العودة بشكل عاجل في كل مرة يتقدم فيها. هذا التوازن التكتيكي يُشعر اللاعب بالأمان، ويمنحه مساحة أكبر للتركيز على الأدوار الهجومية دون القلق المستمر من التغطية الدفاعية، كذلك صنع إنريكي دفاعا جيدا مع تألق الحارس الإيطالي دونا روما، هذا الأمر يفتقده أشرف في المنتخب مع الدور الدفاعي الضعيف.
4. نضج تكتيكي وخبرة أوروبية: لم يعد حكيمي ذلك اللاعب الشاب الذي يعتمد فقط على سرعته، بل أصبح أكثر نضجًا وخبرة، بفضل تجربته السابقة في دورتموند، إنتر ميلان، والآن في باريس، ساعدته على تطوير ذكائه التاكتيكي،ومع إنريكي، زادت هذه القدرات، فأصبح يعرف جيدًا متى يهاجم ومتى يعود، ومتى يمرر ومتى يخترق، ما جعله لاعبًا أكثر اكتمالًا.
التعليقات 0