تتجه إدارة نادي الوداد الرياضي إلى إحداث تغييرات جذرية على التركيبة البشرية للفريق مباشرة بعد انتهاء مشاركته في كأس العالم للأندية، والتي يُسدل عليها الستار بمواجهة العين الإماراتي يوم الخميس المقبل. فقد حُسم بالفعل في مغادرة تسعة لاعبين دفعة واحدة، في قرار يعكس رغبة المدرب محمد أمين بنهاشم في تجديد الدماء وتصحيح اختلالات ظهرت جلية خلال الموسم الحالي.
وأشّر بنهاشم بنفسه على لائحة المغادرين، بعد تقييم شامل لأداء اللاعبين من الجانبين التقني والبدني، إلى جانب وضعية العقود التي شارفت على الانتهاء دون نية حقيقية للتجديد من الطرفين. من بين أبرز الأسماء التي ستغادر، نجد المهاجم السوري عمر السومة، الذي لم يقدّم الإضافة المرجوة، إلى جانب المدافع الهولندي بارت مايرس، الذي لم يُقنع الطاقم التقني بمردوده، والجنوب إفريقي كاسيوس مايلولا، الذي عانى من تواضع المستوى في عدة مناسبات.
ولن تقتصر المغادرة على هؤلاء، إذ تشمل القائمة أيضًا كلًا من البرازيليين بيدرينيو وأرثر وينديروسكي، اللذين لم يظهرا بالنجاعة المطلوبة سواء على مستوى خط الوسط أو في صناعة اللعب، بالإضافة إلى لاعب الوسط المارتينيكي ميكايل مالسا، الذي ظل بعيدًا عن مستواه الحقيقي. أما على مستوى الخط الخلفي، فسيغادر كل من عبد المنعم بوطويل وجمال حركاس، وهما مدافعان لم يقدّما الضمانات الكافية، لينضاف إليهم اسم إسماعيل بنقطيب، الذي خرج بدوره من حسابات المدرب.
وفي الوقت الذي تم فيه الحسم في هوية المغادرين، تظل هناك بعض الأسماء العالقة التي لم تُحسم بعد بشكل نهائي. يتعلق الأمر بالبرازيلـي غيليرمي فيريرا، والجنوب إفريقي لورش، بالإضافة إلى الدولي المغربي نور الدين أمرابط. ورغم رغبة بنهاشم في الإبقاء عليهم ضمن مشروع الفريق للموسم المقبل، فإن استمرارهم رهين بمدى تجاوبهم مع العرض الجديد الذي يُفترض أن يُقدمه الرئيس هشام أيت منا، إذ ينتهي عقدهم الحالي مباشرة بعد نهاية مباراة العين، ما يجعل التوقيع على تمديد لموسم إضافي ضرورة ملحّة قبل التفكير في التحاقهم بالتدريبات المقبلة.
القرار بإبعاد هذا العدد من اللاعبين يُعد مؤشراً قوياً على بداية مرحلة إعادة بناء داخل الوداد، ويؤكد أن المدرب بنهاشم عازم على إعادة تشكيل المجموعة وفق رؤية جديدة، قائمة على التنافسية والانضباط الفني والبدني. كما أن هذا التوجه يُمهّد لتعاقدات جديدة من المنتظر أن تعلن عنها إدارة النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية، في سعي منها لإعادة الوهج إلى الفريق الذي عانى من عدم الاستقرار خلال الموسم الأخير، سواء من حيث النتائج أو الأداء العام.
ويبقى أن تُمكّن مواجهة العين الإماراتي من تقديم صورة أخيرة عن بعض الأسماء العالقة قبل الحسم النهائي في مستقبلها، بينما سيتوجب على إدارة الوداد، بعد نهاية كأس العالم للأندية، التحرك بسرعة لحسم ملف التعاقدات وتعزيز صفوف الفريق استعداداً للاستحقاقات القادمة محلياً وقارياً.
التعليقات 0