في كل دورة من كأس أمم إفريقيا غالباً ما نكون مرشحين فوق العادة للفوز باللقب و في الأخير نخرج من الدور الأول، ليس لأن المنتخب ضعيف او سيء، بل على العكس من ذلك يقدم الأسود مباريات ماتعة فيها الفرجة و الأداء، لكن النتائج لا تكون ونبدأ من جديد نتجرع الخيبات و ننتظر النسخ القادمة للاستفادة من الأخطاء، وعادة ما نقول بأننا ربحنا جيلا شابا من اللاعبين للمنافسة على اللقب في القادم من الدورات، ولا شيء يتغير.
أحد أسباب الفشل الأفريقي التي لم نستطع حتى الآن تجاوزها، هي الإيمان بأننا منتخب أفريقي ويجب أن ننزع جلباب العالمية و المباريات الودية أمام منتخبات أوروبا وغيرها، و نجهز منتخبا إفريقي بطقوس إفريقية يلعب الكرة الأفريقية و يركز على النتيجه أكثر من الأداء، فلا يمكن أن تفوز ساحل العاج أو الكاميرون أو السنغال بكأس إفريقيا و المغرب لا، مع العلم أن هذه المنتخبات أيضا تركز على المحترفين في الدوريات الأوروبية.
الللعب الأفريقي يحتاج إلى الواقعية و الكثير من الخبث بعيداً عن الفنيات و الأداء، فغالبا ما نلعب و نخرج أمام منتخبات تسجل علينا من نصف فرصة أو ضربة تابثة، وهذا ظهر مع هيرفي رونار في نسختين و تكرر مع وحيد حاليلوزيتش و حتى مع وليد الركراكي، واجهنا مصر مرتين ولعبنا بشكل ممتاز و خرجنا بسوء تدبير ولم نستفد من الدرس.
مع وليد الركراكي يمكن أن بوادر اللعب الأفريقي بدأت تظهر ولو بشكل غير مباشر إلا أنه يحاول أن يفعل ذلك تحت ضغط الجمهور المطالب بالاداء، لكن المطلوب هو اللقب وليس الأداء، لأن من التجارب التي اتذكرها بمرارة كأس إفريقيا للأمم 2008 بغانا، تعادل مع فرنسا بعقر الدار و أداء أكثر من رائع وفي المقابل خروج كارثي من الدور الأول بإشارة ايسيان و اغوغو الشهيرة إلى الطائرة و الأمثلة كثيرة لمن يريد أن يفهم الدرس ويتعلم.
في آخر خروج إعلامي لمدرب المنتخب الوطني المغربي وليد الركراكي مع إحدى الصحف الاسبانيه أكد بأنه يراهن على تغيير عقلية المنتخب و حتى المشجعين و الإيمان أكثر بالنتيجة، لأنه كان لاعبا ويعرف تفاصيل فشل المنتخب الوطني في الكثير من المحطات الأفريقية، التي قدم فيها أداء جيداً وخرج خاوي الوفاض، ويحاول دوماً أن يزرع فكرة التتويج بلقب كأس إفريقيا عند اللاعبين عوض الاستغراق في اللعب السلبي لأن القارة الأفريقية بطقوسها مختلفة تماماً عن بطولة كأس العالم.
التعليقات 0