
لا حديث اليوم في الشارع الكروي المغربي والعربي سوى عن ياسين بونو، ذلك الحارس المغربي الذي تجاوز كل التوقعات، ورفع سقف المجد عاليًا، حارس لا يهاب العمالقة، ولا يضيع لحظات البطولة.
هو الآن أسطورة، لا بحديث الصحف فقط، بل باعتراف الخصوم قبل الأحبة.
بونو لم يصنع مجده في ليلة، ولا على أرض واحدة، بل هو امتداد طويل كتبه مع الوداد الرياضي المغربي في دوري أبطال أفريقيا و مع إشبيلية الإسباني في كأس أوروبا ومع المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم قطر ثم الهلال في كأس العالم للأندية.
الحكاية بدأت من ملحمة الريال، وصولا إلى معركة مانشستر سيتي، من قفاز الأمل في كأس العالم إلى كتابه تاريخ الزعيم الهلال… كانت المسيرة مغموسة بالعرق، بالشغف، بالتضحيات.
مع الهلال السعودي، كتب بونو فصلاً جديدًا من أسطورته، في مواجهة مانشستر سيتي، وقف كالرمح، صامدًا في وجه هجوم مرعب، لا تهزه لا الأسماء ولا الأرقام، أنقذ مرماه ببراعة، بثقة، برصانة المحاربين.
لم يكن مجرد حارس، كان درعًا لأمة، وسببًا في فرح سعودي لا يوصف، هكذا صعد الهلال إلى ربع النهائي، وهكذا أصبح بونو أيقونة عربية جديدة، أكد بأنه رقم 1 في العالم العربي و من الأفضل في العالم، في انتظار أن تكتمل الحكاية بتوويج إفريقي طال انتظاره.
لكن، وكما جرت العادة في قصص العظماء، لا يكتمل المجد إلا بالخذلان أحيانًا. بونو، رغم كل ما قدمه، لم يسلم من بعض الانتقادات من جماهير مغربية نسي بعضها سريعًا ما فعله ابنهم البار في كأس العالم.،نسي البعض كيف بكى فرحًا وهو يكتب التاريخ باسم المغرب، نسي كيف تصدى لركلات إسبانيا، وكيف رفع راية بلاده عاليًا بين الكبار.
واليوم، يرد بونو… لا بالكلام، بل بالأفعال، يرد بالتألق، بالإخلاص، بالحفاظ على مستواه في ملاعب آسيا، ليذكر الجميع أن المجد لا يصنعه الصراخ، بل السكون والعمل بصمت.
ياسين بونو لم يكن يومًا عادياً،هو أكثر من مجرد حارس، هو ذاكرة وطن، وفخر جيل، ورمز لنجاح الحلم المغربي حين يتحول إلى حقيقة.
التعليقات 0