المراهنات الرياضية غير المشروعة.. السرطان القاتل



إفريقيا تحت التهديد.. ما العمل؟ لا يمر يوم، في أي مكان من هذا العالم المترامي، دون أن نسمع بالأعراض القاتلة لسرطان المراهنات الرياضية غير المشروعة، التي لا تكتفي بأن تجر أطفالا وشبابا إلى مستنقع الإكتئاب الخطير، حيث تهددهم في توازنهم النفسي، بل تتعداها إلى أنها تنخر جسم الإقتصاد وتهدد بشكل مباشر كل المؤسسات التي تعمل في مجال الرهانات بالتزام كامل بالإتفاقيات الدولية.

• تعبئة من أجل محاصرة الآفة

وما بين حالات أفضت للإنتحار بسبب الإفلاس، وأخرى شردت عائلات بسبب خطر الإدمان، وثالثة أشعرت بوجود مافيا تتاجر بالترويج غير المشروع لهذه الرهانات غير القانونية وعلى رأسها 1xbet، تتوزع الحصيلة الكارثية لهذا التغلغل الفظيع للرهانات غير المشروعة وغير المرخصة، ما استدعى حكومات دول عديدة، تتفاعل مع الأصوات التي ارتفعت منددة، بالإنتشار القوي لهذه المراهنات غير القانونية، التي اتخذت لها عديد الأشكال للوصول سريعا إلى عقول قبل جيوب القاصرين والشباب، من خلال الفضاء الأزرق ومن خلال تطبيقات تتيحها الهواتف الذكية، وأحيانا بتشكيل شبكات للمتاجرة والغواية، واللجوء أيضا لعرض السلع المصادرة من خلال أقمصة أندية رياضية والإعلان على اللوحات الإفتراضية للملاعب، والأكثر منه باستغلال صفحات عدد من المؤثرين، الذين لم يستوعبوا أول الأمر خطر هذه الرهانات غير المشروعة.

• المغذي الأول لفساد الرياضة

وتمضي عدد من الدول، وبينها المغرب، قدما في تقييم درجة خطورة سرطان المراهنات غير المشروعة، وسبل مناهضتها، حماية لاقتصادها ومجتمعاتها ومؤسساتها المواطنة، فلجأ بعضها إلى حذف كل التطبيقات التي تظهر من خلالها هذه الشركات غير المرخصة التي تنشط في المراهنات غير المشروعة، برغم ما تصادفه من صعوبات للإحاطة بكل مواقع نفوذ هذه الشركات، كما أن بعضها الآخر يعمل على تحيين الترسانة القانونية بهدف وقف استشراء هذا الخطر الداهم. وكانت مناقشات أثثت المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد، المنظم سلفا من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، قد استندت إلى تقرير المكتب العالمي صادر قبل أربع سنوات، بشأن الفساد في الرياضة، أشار إلى التنامي المقلق والخطير للمراهنات غير القانونية، مدفوعة بمليارات الدولارات التي تتدفق عبر الرياضات الإحترافية، فضلاً عن العولمة والتقدم التكنولوجي.

وأشارت تقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي يتصدر الجهود الدولية لدعم الحكومات والمنظمات الرياضية في منع الجرائم الرياضية ومكافحتها من خلال برنامجه لحماية الرياضة من الفساد والجريمة الإقتصادية، إلى أن ما يصل إلى 1.7 تريليون دولار يتم المراهنة عليها في أسواق المراهنات غير المشروعة التي تسيطر عليها الجريمة المنظمة. وينسب لجيمس بورتيوس، رئيس الأبحاث لمكافحة المراهنات غير القانونية والجرائم المالية ذات الصلة في مجلس الإتحاد الآسيوي لسباقات الخيل، أنه قال، إن المراهنات غير القانونية أصبحت «العامل الأول الذي يغذي الفساد في الرياضة»، مشيراً إلى أن العديد من القوانين كتبت في القرن التاسع عشر ولم تعد مناسبة للعالم الإلكتروني الحالي. وانتهى إلى أن المراهنة غير القانونية تغذي الفساد في الرياضة.

• تريليون أورو سوق المراهنات غير القانونية

ويُقدر مجلس أوروبا، وهو مؤسسة تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في القارة الأوروبية، حجم سوق المراهنات غير القانونية في العالم بنحو تريليون يورو من حيث قيمة الأموال المراهن بها، وبالتالي تتسبب المراهنات في خسارة مبالغ ضخمة للحكومات وميزانياتها، كما تمثل تحدياً بسبب مخاطر تبييض الأموال وتمويل الأنشطة الإجرامية.

وتنص اتفاقية «ماكولين» التي صادق عليها المغرب، وهي الأداة القانونية الدولية الوحيدة في هذا المجال، على أن المراهنة الرياضية غير القانونية هي كل مراهنة رياضية غير مرخص لنوعها أو فاعلها بموجب القانون المطبق في الولاية القضائية التي يوجد فيها المستهلك. تمت المصادقة على الإتفاقية من قبل دول فرنسا، اليونان، آيسلندا، إيطاليا، النرويج، البرتغال، مولدوفا، سويسرا وأوكرانيا، فيما وقعت عليها 33 دولة أخرى من بينها المغرب في عام 2021 وجاري التصديق عليها، وبموجبها سيتم إطلاق منصة وطنية تجمع مختلف الفاعلين المعنيين لضبط كل الممارسات غير القانونية في المجال.

• إفريقيا مسرح لجريمة المراهنات غير المشروعة

وتحتاج القارة الإفريقية، إلى مقاربة هذه الظاهرة المدمرة، على نحو جدي ومختلف، بهدف الحيلولة دون مزيد من تفشي السرطان القاتل للمراهنات غير المشروعة، بخاصة وأن القارة السمراء، المعروفة بضعف تشريعاتها في هذا المجال، باتت فضاء خصبا لتغلغل شركات المراهنات غير المشروعة، بأوجهها الإجرامية، من تشكيل مافيا للإتجار بالبشر وتبييض الأموال واختراق المجتمعات البسيطة لبيع الوهم لشباب يحلم بعالم أفضل، والتسبب في تنامي الفعل الإجرامي لدى المأسورين بهذه المراهنات غير المشروعة، من دون أن نغفل استباحتها لقيم الرياضة القائمة على النزاهة والنظافة.

وقدمت عديد دول القارة الإفريقية، نماذج حزينة لحالات انتحار وشروع في الإنتحار، ودخول لمسالك الجريمة، بالسرقة والقتل، بسبب هذه المراهنات غير القانونية المنتشرة بشكل سافر، فأقدمت دول على حجب تطبيقات هذه الشركات غير القانونية، أبرزها 1xbet، فيما لا تملك أخرى لا الترسانة القانونية ولا الوسائل اللوجيستية لتعطيل تطبيقات هذه الشركات غير المرخصة، التي لا تلتزم بالمبادئ الدولية التي تنظم قطاع المراهنات لتكون متطابقة مع المعايير ومسؤولة أخلاقيا، وهو ما يفرض تحركا من المجلس الأعلى للرياضة، لمواجهة الخطر المحدق الذي يهدد في الصميم الرياضة والإقتصاد الإفريقيين.

• المغربية للألعاب والرياضة المرجع الكبير

ومن منطلق القيم الوطنية والمهنية، التي تأسست عليها المغربية للألعاب والرياضة، كمسؤول وحيد عن الرهان الرياضي بالمغرب، وكشريك للجهود الدولية من أجل مكافحة كل تمظهرات شركات المراهنات الرياضية غير القانونية، حيث يشغل رئيسها ومديرها العام، يونس المشرفي منصب نائب رئيس الجمعية العالمية لليانصيب (WLA)، تأكيدا على حرص المغربية للألعاب والرياضة، على الحوكمة الجيدة واللعب المسؤول، واعترافا دوليا بدور المملكة وسط المجتمع العالمي لليانصيب واعتراف من نظرائها بخبرتها والتزامها المتواصل في حماية نزاهة الرياضة، فإن المغربية للألعاب والرياضة، تظهر باستمرار التزامها بإقرار مبادئ وقيم وأخلاقيات الرهان المشروع واللعب المسؤول والنظيف، وتعرض خبرتها الكبيرة ومرجعيتها الدولية لمساعدة نظيراتها في القارة الإفريقية للقضاء على السرطان القاتل، سرطان المراهنات الرياضية غير المشروعة.. والمعركة ما زالت في بداياتها.



Source link

مواضيع ذات صلة

08 مايو 2025 - 12:30

بونو يدخل تاريخ الهلال السعودي من الباب الخلفي و النادي يحسم في التخلص منه بعد هدفي البركاوي

08 مايو 2025 - 11:45

تألق الزلزولي وضع بيليغريني في إحراج

08 مايو 2025 - 11:25

بايرن ميونيخ الألماني يحسم موقفه النهائي بشأن التخلي عن آدم ٱزنو

08 مايو 2025 - 10:40

حكيمي بين أفضل 5 نجوم سيخوضون نهائي العصبة

08 مايو 2025 - 09:35

المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة يواجه رسميا منتخب سيراليون

08 مايو 2025 - 08:30

أشبال الأطلس يقصون أجنحة تونس ويعبرون للربع

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.