• بمعقل البخور سنقص أجنحة النسور
• محك الشمال سيخبرنا عن حقيقة الأحوال
مجددا العهد مع أنصاره وفي معقل وعرين جديد.. الفريق الوطني يحل أهلا وينزل سهلا في ليلة أنس متفردة على جماهير فاس، ليواجه نسور قرطاج في أولى وديات استخلاص الفواتير العالقة قبل النزال والحساب العالق مع سناجب البنين على نفس المسرح، خاصة بعد أن أطلق التوانسة تصريحات مثيرة فيها من الوعيد ما يضفي سخونة على فاس وقمتها الودية الصاخبة..
متمخترا في ثوب العيد والرائد أفريقيا، ومسنودا بأرقام مرعبة تصفويا، الناخب الوطني إختار فاس بعد وجدة ليصل الرحم مع الأنصار عبر بروفة ليست كسابق البروفات..
• فاس التي أوجعت الراس
وشتان بين ما حدث تلك الظهيرة وبين العودة للظهور في هذه السهرة الساحرة المطبوعة بأجواء العيد، يومها إرتبط مركب فاس وقد كان حديث التشييد بتلك الصور المرة التي بقيت عالقة في الحلق فترات طويلة، بأن اختار السيد حسن مومن والجامعة الفرار من صخب الدار البيضاء وغضب الأنصار يومها على أداء الأسود، وقد استهلوا تصفيات كأس العالم بخسارة مدوية من فهود الغابون، ليظهروا أمام الكامرون 2009 في ختام التصفيات نفسها وبمجموعة هجينة وأداء كارثي وهزيمة كانت التقاليد يومها.
يومها ثار الصغير الخطابي متخطيا الحواجز ليصل رقعة الملعب متحملا بصيغة الفرد الذي ناب عن الجماعة، صرخة التمرد على التواضع والإفلاس اللذان أحاطا بالأسود.
• الطواف المحمود
بعد الرباط، أكادير، وقبلهما طنجة ومراكش لغاية وجدة، الناخب الوطني أولا والجامعة وصية ثانيا واللاعبون بوصفهم أوركسترا العزف ثالثا، جميعهم استقروا واختاروا فاس لتحضن طوافهم بين المدن والملاعب المغربية التي طالبت بهذا الوصال بعد ملحمة المونديال.
الركراكي إختار فاس يقينا منه أن المواعيد المقبلة بمشيئة الله تعالى، ستقود أسوده ليستقروا بالعاصمة الرباط، حيث مسرح ومطنحة مباريات دور المجموعات.
لذلك أتى الرد سريعا والتجاوب أسرع من ساكنة وليس فقط أنصار الأسود في فاس، من خلال إقبال فاق التوقعات وقاد لنفاذ سريع وفي زمن قياسي للتذاكر، وهو ما يضمن سهرة صاخبة ساخنة سخونة الطقس هذه الأيام.
• كيف الأحوال بمقياس الشمال؟
هذا المحك مغاير تماما لسابق المحكات والمباريات التي تواجد فيها الركراكي في كرسي احتياط الأسود، لأنه باختصار شديد أول محك بمقياس منتخب من شمال أفريقيا، أي محك فيه رائحة الديربي، الأمر الذي لم يحدث منذ تقمص الركراكي دوره ناخبا وقد تفادى هذه المدارس، ونقصد محكات «مصر والجزائر وليبيا»، علما أن موريتانيا لا تندرج ضمن خانة هذه المدارس بطابع أداء فريقها..
لذلك وعطفا على ما صرح به الركراكي، يظل المنتخب التونسي بصرامة المواجهات التي ناهز عددها 40 على مر التاريخ أمام الفريق الوطني أكثر من نصفها 23نالت وآلت للتعادل، معركا حقيقيا ووحدة قياس حرارية مثالية لمعرفة أحوال الأسود.
نسور قرطاج حتى وإن كانوا في ثوب التجديد مع مدربهم الطرابلسي الذي حضر للمغرب دون لاعبي الترجي، منتشون بإسقاط أحصنة بوركينافاسو وديا في رادس، إلا أنهم بكل تأكيد منافس محمود ومطلوب لاختبار قدرات لاعبينا أمم هذا النوع من المنتخبات، ويكفي الإستدلال على أن الأسود خرجوا مرتين في دور المغلوب من الكان، أمام مصر في الغابون والكامرون، أي غادروا برياح شمالية؟
• كوماندو بذات التقاليد
لنا أن نقرأ فكر الركراكي هنا وقد تجاهل كافة أشكال المرونة مثلما توقعها الكثيرون، بأن يبقي موندياليي الأندية مع فرقهم في هذا الموعد وقام بضمهم، ولو في سياق ودي أنه هنا أيضا على مستوى التشكيل ومثلما ألمح لذلك في ندوته الصحفية لن يتمرد على التقاليد.
تلك التقاليد التي تقول أن الركراكي واحد من أشرس المدربين عبر تاريخ الأسود إنتصارا لقناعاتهم ولو في مباريات ودية، ولو في مباريات تصفوية وقد حسمنا التأهل، ولنا الدليل فيما حدث أمام النيجر وطنزانيا مؤخرا.
لذلك التخمينات ومعها الترشيحات تقود لتوقع أنه سيلعب بلاعبي مونديال قطر المتاحين أمامه، بقيادة بونو وحكيمي في الدفاع موطن الوجع والصدع، والتغييرات هنا اضطرارية محمولة على إكراه الإصابات والغيابات بتوقع ظهور العزوزي مع يميق، بينما أمرابط مع أوناحي مثلما قال لا محيد عنهما وليرافق الغموض الحربة التي سينطلق بها «النصيري، رحيمي أم الكعبي»، بينما مثلث الأطراف والربط واضحا الترسيم «الخنوس مع بن صغير وصيباري الذي سيعوض الزلزولي»، وهذا ما ألمح له الركراكي في ندوته الصحفية لتقديم لائحته، وفي مطلق الأحوال هو محك مغاير في تجليات المنافس وشكل أدائه وكذا سجل المواجهات بين المنتخبين.
• البرنامج
ـ الجمعة 6 يونيو 2025
مباراة ودية
بفاس: المركب الرياضي: س21: المغرب ـ تونس
التعليقات 0