ما يزال مستقبل الدولي المغربي نايف أكرد يثير الكثير من الجدل في سوق الانتقالات الصيفية، وسط اهتمام متزايد من عدد من الأندية الأوروبية البارزة بخدماته، وعلى رأسها نادي روما ويوفنتوس الإيطاليان، في وقت ترفض فيه إدارة وست هام التفريط في مدافعها إلا بشروط مالية صارمة.
ويبدو أن النادي الإنجليزي عازم على الاستفادة القصوى من قيمة اللاعب، الذي لا يزال مرتبطًا بعقد يمتد حتى صيف 2027، رغم كل العروض المقدمة حتى الآن.
ووفقًا لما كشفه موقع Claret and Hugh، فقد تقدم نادي روما بعرض رسمي وصلت قيمته إلى 15 مليون جنيه إسترليني من أجل التعاقد مع أكرد، غير أن إدارة وست هام رفضت العرض فورًا، واعتبرته بعيدًا عن القيمة السوقية الحقيقية للاعب الذي ضمّه الفريق صيف عام 2022 قادمًا من نادي رين الفرنسي مقابل مبلغ قدره 35 مليون يورو.
إدارة “الهامرز” تعتبر أن العرض الإيطالي لا يعكس المستوى الذي قدّمه أكرد، خصوصًا بعد تألقه مؤخرًا على الصعيدين المحلي والدولي، كما أنه لا يلبي الطموحات الاقتصادية للنادي في هذه المرحلة الانتقالية.
في المقابل، تداولت الصحف الأوروبية صباح الجمعة أنباء عن عرض تبادلي من نادي يوفنتوس الإيطالي، يشمل انتقال المدافع الإيطالي دانييلي روغاني، الذي يبلغ من العمر 30 عامًا، إلى وست هام، مقابل التعاقد مع أكرد.
ورغم ما حملته هذه المبادرة من طموح من طرف “البيانكونيري”، فإنها لم تجد قبولًا لدى إدارة الفريق اللندني، التي رأت في هذا العرض صفقة “غير متوازنة”، خصوصًا بالنظر إلى الفارق في العمر، والقدرات الدفاعية، والمرونة التكتيكية بين اللاعبين.
وفي هذا الإطار، صرّح الصحفي البريطاني “مارتن تريجر”، المعروف بقربه من كواليس نادي وست هام، بأن إدارة النادي ترى أن الفريق في حاجة إلى سيولة مالية فعلية وليس إلى لاعبين بلغوا نهاية مسيرتهم الاحترافية، مضيفًا: “من المنطقي أكثر أن يتم الاحتفاظ بأكرد خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد تعيين المدرب غراهام بوتر، الذي قد يرى في اللاعب المغربي أحد مفاتيح مشروعه الدفاعي الجديد، بعد رحيل ديفيد مويس وجولين لوبيتيغي”.
هذا، ويسعى نادي وست هام إلى استرجاع جزء مهم من الاستثمار الذي ضخه قبل عامين للتوقيع مع أكرد، حيث تشير عدة تقارير إلى أن النادي لن يتنازل عن اللاعب بأقل من 25 إلى 30 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يُعد عائقًا أمام عدد من الأندية التي أبدت رغبتها في التعاقد معه، لكنها لم تستوفِ بعد هذه الشروط المالية المرتفعة.
وكان نايف أكرد قد قضى موسمًا ناجحًا مع نادي ريال سوسيداد الإسباني خلال فترة إعارة مؤقتة، حيث شارك في 36 مباراة في مختلف المسابقات، وقدم أداءً دفاعيًا لافتًا جعله محط أنظار أندية من الدوريات الكبرى، وهو ما أعاد رفع أسهمه في سوق الانتقالات الصيفية الحالية.
ورغم أن مسؤولي وست هام منفتحون على إمكانية بيعه، إلا أنهم يرفضون التفريط فيه بثمن بخس، خاصة في ظل التحولات التي يعيشها النادي إداريًا وفنيًا، وبحثه عن التوازن بين الاستقرار المالي وبناء فريق تنافسي في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل.
من جانب آخر، لا يبدو أن اللاعب نفسه يُمانع فكرة الرحيل، خاصة إذا ما تعلق الأمر بخوض تجربة جديدة في الدوري الإيطالي الذي يُعد من بين الوجهات المفضلة لمدافعين من طينته، وهو ما قد يفتح باب المفاوضات مجددًا، شريطة أن ترفع الأندية الراغبة في خدماته من سقف عروضها لتتماشى مع مطالب ناديه الإنجليزي.
إلى غاية الآن، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق رسمي بشأن مستقبل نايف أكرد، غير أن الأيام المقبلة قد تحمل مستجدات حاسمة في هذا الملف، خاصة مع اقتراب الأندية من مرحلة حسم تشكيلاتها النهائية قبل انطلاق الموسم الجديد.
التعليقات 0